الجمعة 19 أبريل 2024 مـ 11:13 صـ 10 شوال 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

13 مليار وجبة مصرية ”متكاملة” .. من يسممها؟

الجيزة

خبراء التغذية الإلكترونيين أصبحوا أدوات تخريب للاقتصاد الوطني، وأسلحة فتاكة بالسلم الاجتماعي، دونما تعمد، ودون عقد النية على التدمير الموجه من مستخدميهم ضد الصناعات الوطنية، التي من أهمها حاليا صناعة البروتين الأكثر فائدة والأقل تكلفة، مثل: الدواجن وبيض المائدة.

هؤلاء يبثون على وسائل التواصل الاجتماعي كبسولات مسمومة، يركزون فيها على الحوامل والمرضعات، لعلمهم أن هذه الجرعات تحقق مشاهدات مرتفعة، وقد لا يعلمون أنهم يفسدون صنعا.

هذا الحديث، بمناسبة ما يشاع عن خطورة الإفراط في تناول بيض المائدة، بدعوى أنه من الأغذية عالية الكوليسترول، المتعارف عليه حاليا ضمن المكاره، جهلا بقيمته، رغم أنه العنصر الحاكم في التمثيل الغذائي، والمسؤول عن تكسية الأوعية الدموية من خدوش ذرات السكر.

قد لا يعلم هؤلاء أن الشق الحميد من كوليسترول البيض، "إتش دي إل"، هو الناقل الرسمي للشق السيء "إل دي إل" إلى الكبد، لتحويل جزء منه إلى العصارة المرارية المذيبة للدهون، وفرز الجزء الآخر للتخلص منه خارج الجسم، كما أن كبسولة واحدة يوميا من زيت السمك، أو ملعقة زيت زيتون كفيلة بطرد الزائد من الـ "إل دي إل" بسهولة.

وللمتلاعبين بالهوس الصحي لدى النساء، يكفي أن نقرأ جدول التحليل الكيميائي للبيض، لنجد فيه 18 حمضا أمينيا، من قائمة العشرين الأساسية، ومنها: "التربتوفان" المعروف بأنه جلاب السعادة والمضاد للهياج النفسي والمزاجي، وأحد معالجات الاكتئاب، والمساعد على النوم بتكوين الميلاتونين، إضافة إلى "البرولين" المحافظ على رطوبة البشرة، والمضاد للتجاعيد غير المرتبطة بتقدم العمر، والأرجنين المقاوم لشيخوخة النساء، والمجدد للبشرة، والمكافح لعوامل تساقط الشعر، والمفيد في رفع خصوبة الجنسين، لإنتاجه أكسيد النيتريك المعزز لتدفق الدم في أطراف الجسم، والمقوي للمناعة، والمزيل للأمونيا الزائدة عن حاجة الجسم.

والبيضة لمن لا يعرف، تعد الوجبة الكاملة الغنية بالفيتامنات والمعادن، التي من أهمها: الكالسيوم والسيلينيوم، والأخير مانع للأكسدة داخل الخلية الحية، وبالتالي يعمل مضادا للسرطان.

لم يهتم مقدمو الكبسولات "شبه العلمية" بالتوصل إلى أسباب بقاء الكتكوت حيا أسبوعا بعد "الفقس"، (أعضاء، وعضلات، وغضاريف، وعظام، ودماء، وألياف)، دونما تغذية، وتلك الأسباب ليست سوى احتواء البيضة على ما يضمن بقاء المخلوق حيا فترة طويلة بلا تغذية خارجية، ومن هنا يأتي اعتبارها "وجبة كاملة" للإنسان، في جميع الأعمار، للجنسين، وللمرأة خصيصا في أوقات الحمل والرضاعة.

مؤكد أن هؤلاء لا يعلمون أيضا أن الكوليسترول الموجود في البيض مسؤولا عن تخليق فيتامين "د"، والأخير يساهم في تخليق هرمونات المرأة، مثل: الاستروجين، والبروجسترون، وغيرهما المهم للذكورة مثل التستيستيرون، وكل ما سبق ليس سوى دليل واحد من عدة أدلة دامغة على أهمية صناعة الدواجن المصرية، المسؤولة عن تشغيل نحو 4 ملايين عامل، وتنتج يوميا نحو 3.8 ملايين دجاجة، و35 مليون بيضة، بما يساوي نحو 13 مليار بيضة ـ أي 13 مليار وجبة غذائية متكاملة سنويا .. يستهدف بعض الجهلاء والمأجورين إفسادها.