التمر والتين والحليب أفضل وجبة لكسر الصيام.. تعرف على الفطور الصحي في رمضان
إذا كان الصيام صيانةً دوريةً للجسد المنهك، كونه يحرره من سمومه المتراكمة طول العام، فإن نوعية الفطور بعد ساعات عديدة من الصيام، هي التي تحدد مدى نجاح تلك الصيانة، لأن أعضاء الجسد، خاصة الجهاز الهضمي، ستكون قد أخذت خلال ساعات الصيام قسطًا من الراحة.
و لتحقيق الفائدة العظمى من الصيام، لابد من التعجيل بالفطور بعد سماع الآذان مباشرةً لتقصير فترة الصيام علي أن يكون البدء بمنقوع التمر في اللبن.
فمن المعروف أن التمر سريع الهضم والامتصاص، مما يهيئ الجهاز الهضمي لاستقبال وجبة الفطور، فضلاً عن غناه بالألياف والفيتامينات والمعادن المهمة.
و لإضافة اللبن كامل الدسم للتمر فوائد عديدة، منها: إمداد الجسم بالسوائل والبروتين وعدم ارتفاع سكر الدم بسرعة نتيجة الامتصاص السريع للتمر.
وبإمكان الأصحاء تناول ٧ تمرات مع كوب الحليب، أما مرضى السكري فتكفيهم ٣ تمرات، مقابل تمرة واحدة لمرضى السمنة.
كما يمكن تناول التين مع التمر، حيث يخلص الجسم من السموم وحمض البوليك الذي يسبب النقرس، بالإضافة إلي غناهما معا بالألياف والبوتاسيوم، مما يحسن الإمساك المرتبط بالصيام.
ويعد التمر باللبن وجبة غنية تعطي الإحساس بالشبع، فلا نحتاج بعدها إلي تناول كميات كبيرة من الأكل.
ولابد من إعطاء فترة زمنية للمعدة من ١١ إلى ٣٠ دقيقة للتعامل مع هذه الوجبة التمهيدية للطبق الرئيسي، وهي الفترة اللازمة لانطلاق إشارات الشبع.
ثم نعود بعد صلاة المعرب لتناول الشوربة الدافئة، أو كوب ماء في درجة حرارة الغرفة، حتي نتفادى صدمة المعدة بالماء البارد.
ويكون افتتاح الطبق الرئيسي بالسلطة الخضراء، يليها الخضار لغناهما بالألياف التي تملأ المعدة، فتعطي الإحساس بالشبع، فضلاً عن الفيتامينات والمعادن اللازمة لتغذية الجسم و تقوية مناعته ومضادات الأكسدة الواقية من الأمراض الخطيرة مثل السرطان.
ويأتي بعد الخضار البروتين، نباتي أو حيواني، لأن هضم البروتين يستغرق وقتاً طويلاً فيعطي الإحساس بالشبع أيضاً.
ويجب أن يكون الختام بالنشويات المعقدة مثل الشوفان والفريك والبرغل والخبز الأسمر، فنتناول منها القليل بفضل هذا الترتيب، فلا نتجاوز الثلاث معالق من الأرز أو ربع رغيف من الأسمر، وبذلك نتجنب عسر الهضم، وارتجاع المريء،و الانتفاخ و الإحساس بالامتلاء بعد الإفطار، وبذلك نتجنب زيادة الوزن.
وننوه إلى أن البدء بالنشويات يسبب ارتفاعاً في سكر الدم بسرعة، خاصة إذا كانت نشويات بسيطة مثل الخبز الأبيض، حيث يرتفع الإنسولين في الدم بسرعة أيضاً ليحرق هذا السكر، فيزيد إحساس الجوع، وبالتالي تزداد كميات الأكل، فتحدث تلك المشاكل.
ولابد من مراعاة اختلاف نوعية الفطور وكميته تبعاً للجنس، والمرحلة العمرية، والحالة الصحية، ونوعية العمل والنشاط الرياضي.
* د. أمال صبري
استشارية طب الأطفال والتغذية العلاجية