الأرض
السبت 23 نوفمبر 2024 مـ 08:28 مـ 22 جمادى أول 1446 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

ظاهرة ليست مرضية وسببها التغيرات المناخية

تعرف على أسباب اصفرار الأوراق المسنة في أشجار الزيتون

س: لاحظت خلال الفترة من أول أبريل حتى اليوم ظاهرة اصفرار الأوراق المسنة في أشجار الزيتون .. فما الأسباب والعلاج؟

ج: هذه ليست ظاهرة مرضية، وإنما طبيعية في ظل التغيرات المناخية، التي غالبا ما ينجم عنها خلل فيسيولوجي للنبات، يوقفه عن امتصاص العصارة من التربة، بما فيها العناصر الغذائية.

- وكما هو متعارف عليه، فإنه في ظل ارتفاع الحرارة عن 32 درجة مئوية، يُغلق النبات ثغور الأوراق، ليتوقف النتح، خوفا من تبخر المياه المخزنة في خلاياه وأوعيته العصارية، ومعه تتوقف الجذور عن الامتصاص أوتوماتيكيا.

- ومع انغلاق الثغور فيسيولوجيا، يضطر النبات لاستنزاف عنصر الماغنيسيوم الموجود في خلاياه، وذلك لغرض فتح الثغور، كونه المسؤول عن هذا الفتح الميكانيكي، وبالتالي يقل المخزون من هذا العنصر الذي يدخل في تكوين جزيء الكلوروفيل في الأوراق، وهو المكون الرئيسي في البلاستيدات الخضراء.

- وكانت التغيرات المناخية، المتمثلة في دفء الأجواء خلال شهور الشتاء، قد دفعت البراعم الخضراء الربيعية، للتكشف مبكرا منذ بداية فبراير، وذلك على حساب البرعم الزهري الذي لم ينل حظه من وحدات البرودة الكافية، وهنا زاد محصول الشجرة من البراعم الخضرية الجديدة، فكان لابد من التخلص من الأوراق المسنة، في ظل نقص الماغنسيوم، وارتفاع معدلات الهدم ليلا ونهارا (20 ساعة).

- ومن المعروف أيضا أن عملية البناء لا تحدث إلا في ظروف مثالية نهارا، أثناء الضوء، وفي درجة حرارة تنخفض عن 32 درجة مئوية، وهي الفترة التي تبدأ من الشروق 5:30 صباحا وتنتهي في التاسعة والنصف صباحا أيضا، أي 4 ساعات فقط.

- هذه الظروف تتسبب تلقائيا في إفراز هرمون الشيخوخة (الإيثيلين)، ليتبعه هرمون التساقط (أبسيسيك)، إيذانا باصفرار الأوراق العجوزة وتساقطها بمرور الأيام، لأن الشجرة تكون قد امتلكت رصيدا جيدا من المحصول الورقي الشبابي.

- وكان من الطبيعي في الظروف المثالية، أن تتكشف البراعم الخضرية في أول أبريل، وهي دورة النمو الربيعي المتعارف عليها، والتي تتكشف بعد اكتمال التزهير واقتراب مرحلة العقد من الاكتمال بنسبة غالبة (70٪) على الأقل.

- وللوقاية من هذه الظاهرة مستقبلا:
1- يجب التوقف عن التسميد التقليدي خلال أيام الحرارة المرتفعة (أكثر من 32 درجة)، حتى لا يرتفع الضغط الإسموزي في منطقة انتشار الجذور بسبب تراكم الأسمدة وعدم امتصاصها جذريا، فيحدث الامتصاص العكسي (أي من النبات إلى التربة).
2- التحكم في ساعات الري وكمياته، ويفضل الري ليلا، حتى لا تزداد المياه في منطقة انتشار الجذور، فتسبب الأعفان.
3- رفع معدلات تسميد سلفات الماغنسيوم أسبوعيا، مع التركيز في التسميد على الأحماض العضوية والكربوكسيلية، مثل: الهيوميك، الفولفيك، والسيتريك، والاكتفاء بحامض النيتريك كمصدر للآزوت، مع القليل من البوتاسيوم في صورة سترات، أو إضافة السيتريك إلى الخلطة السمادية مع سلفات البوتاسيم، حيث إن الصورة المطلوبة للبوتاسيوم في هذه الأثناء هي سترات البوتاسيوم.

يُذكَر أن الاصفرار في الأوراق الحديثة يكون لعدة أسباب أخرى، أهمها: الإصابة الجذرية بالنيماتودا أو الأعفان الفطرية، وربما ملوحة التربة أو المياه، وارتفاع رقم الحموضة ph، أو نقص عام في العناصر نتيجة اختلال عام بفعل هذه الأسباب مجتمعة، أو بعضها.