الخميس 25 أبريل 2024 مـ 07:36 مـ 16 شوال 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

وينتهى العام على وقع موجات الطقس السىء.....حيث يقترب الصقيع من مزروعاتنا

كما بدأ عام 2021 اى فى يناير الماضى بتعرض البلاد لموجات من الطقس السىء شبورة وامطار و رياح عاتية وانخفاض فى درجات الحرارة و تعرض بعض المناطق لموجات صقيع حيث أنخفضت درجات الحرارة فى بعض المناطق الى 2درجة مئوية و ما ترتب عليه موجات صقيع. فهو ينتهى بنفس الظاهرة فمن يوم امس الاول انخفضت فجأة درجات الحرارة لتصبح الكثير من المناطق فى مصر تحت وطأة الصقيع و هذا ما حدث بالامس فى الاسكندرية و مناطق أخرى.

الصقيع ظاهرة طقسية ذات تأثيرات سلبية على كافة الانشطة البشرية و فى القلب منها الزراعه و غالبا ما يحدث عندما تنخفض درجة حرارة سطح الأرض أو الهواء القريب من او الملامس لسطح الأرض إلى الدرجة التى يتحول عندها الماء إلى بللورات ثلجية ويتجمد نتيجة الهبوط في درجة الحرارة و اقترابها من الصفر ، أو يمكن القول عندما يتحول بخار الماء مباشرة إلى كريات ثلجية صغيرة،

و من خبراتنا السابقة بمتابعة هذه الظاهرة يمكننا أن نحدد نطاقات معينة (مناطق) تداهمها موجات الصقيع أكثر من غيرها و بشكل شبه منتظم و يعرف المزارعون الحقيقيون ذلك جيداً ويطلقون عليها ( مهبط الصقعة) لان الظاهرة تتكرر بشكل شبه دورى و لكن بدرجات مختلفة و بالتالى يجب على المزارعين مراعاة ذلك و خاصة اصحاب الحقول التى تكررت فيها هذه الظاهرة.

كيفية حدوث الصقيع

معروف أن الهواء البارد أثقل وزناً من الهواء الدافىء ، ففي الجو الذي تسوده حالة سكون فان الهواء البارد يهبط الى اسفل ليتجمع على أى سطح فى طريق هبوطه و يحدث هذا عند تجمع الهواء البارد على أسطح أوراق النباتات و يتجمد و يجمد معه هذه الاوراق وهنا تبدأ اضرار الصقيع على النباتات.

يؤثر الصقيع تأثيرًا سيئا على النباتات، وخاصة العصيريه حيث تتضرر الأوراق الخضراء والبراعم ثم السيقان وتتحول من اللون الاخضر الى الاصفر ثم الجفاف و موت النبات بالكامل و على وجه الدقة يسبب الصقيع تجمد سيتوبلازما الخلايا النباتية ومعروف ان السوائل يزداد حجمها بالتجمد, و هذا معناه تحطم الجدر الخلوية و تمزقها و عند ارتفاع درجات الحرارة مرة اخرى يعود السيتوبلازم للسيولة مرة أخرى, ولكن عندها تكون جدر الخلايا قد تمزقت فتتداخل مكونها ,ثم تموت وعندها تصفر الاوراق وتجف وتموت ويتحول لونها الى اللون البنى , وينتج عن ذلك خسائر كبرى.

و تتفاوت النباتات فى درجة تحملها للصقيع ما بين شديدة الحساسية مثل نباتات الطماطم الى متحملة مثل الاشجار النفضية و ما بين هذه وتلك تتباين الآثار السلبية للصقيع و ما ينجم عنها كخسائر ما بين صفر خسائر الى مار المحصول بالكامل. و لذا لابد من العمل على تلافى هذه الآثار السلبية , وهناك العديد من الوسائل لمواجهة موجات الصقيع . تتعدد وتختلف و تتباين تبعاً لنوع النباتات و حجمها و قيمتها الاقتصادية.

وسائل تجنب اضرار الصقيع أو تخفيفها

و للتقليل من الآثار السلبية للصقيع على مزروعاتنا ينصح بمتابعة الارصاد الجوية خلال الفترة المتبقية من شهر ديسمبر الجارى و النصف الاول من يناير القادم,حيث تصدرعن هيئة الارصاد الجوية تنبؤات عن حالة الطقس لفترة ثلاثة الى خمس ايام قادمة فاذا ما كان هناك احتمال او توقع لهبوط درجات الحرارة الى مستوى حدوث الصقيع مع توافر العناصر الاخرى الؤدية الى حدوث الصقيع علينا ان نتخذ احد او بعض الاجراءات الاتية:

الزراعات ذات القيمة الاقتصادية الكبيرة كبعض أنواع الفاكهة والخضر يمكن استخدام تقنيات مكلفة وهذا ما يتم تنفيذه خارج مصر مثل ماتم فى مزارع الموالح بأرجواى حيث تم سحب الهواء من فوق سطح الارض الى طبقة التروبوسفير باساتخدام تقنية معينة لدفع الهواء البارد الى اعلى و ستقدام هواء اكثر دفئاً من هذه الطبقة و يطلق على هذه التقنية الاحواض العاكسة .,و فى مزارع العنب بنيوزيلندا نفذت طريقة مشابهة تعتمد على فى ضخ الهواء البارد لاعلى و استقدام هواء دافىء من طبقات جوية اعلى باستخدام الطائرات العمودية (هليكوبتر), اما فى مزارع الموالح بفلوريدا فقد استخدموا اجهزة طرد هواء عملاقة (بلاور) لدفع هواء دافىء فى المزارع لمسافات كبيرة, وهذه الأساليب قد يكون من الصعب علينا تنفيذها فى مصر و لكن يمكننا فى حالة المزروعات ذات القيمة الاقتصادية العالية مثل الطماطم او بعض انواع الخضر تغطيتها باستخدام البلاستيك الشفاف فى فترة توقع الصقيع كما يمكن حرق متبقيات نباتية حول الحقول الا ان هذه لاينصح بتنفيذها الا فى نطاق ضيق, ايضا يمكن رش النباتات الرهيفة الحساسة للصقيع ببعض انواع الزيوت المعدنية مثل زيت الفولك للتقليل من اثر الصقيع.

أما عن محاصيل الحقل الاخرى ذات القيمة الاقتصادية الاقل و التى لا يتناسب تنفيذ الطرق السابقة ذات التكلفة الباهظة مع المردود الاقتصادى لها؟ يمكن استخدام احدى الوسائل التالية:

عدم زراعة الحاصيل الحساسة للصقيع فى الاماكن التى تتكرر فيها هذه الظاهرة مع الاهتمام بالتسميد العضوى فى الاماكن التى يتكرر فيها حدوث موجات الصقيع, اجراء رية سريعة وسط النهار مع تجنب الرى الليلى او فى الصباح الباكر, الرش بمواد مثل «سيليكات البوتاسيوم» على الأوراق، قبيل حدوث موجات الصقيع مباشرة، إضافة الأسمدة العضوية والكيمياوية، بدفعات متوازنة وكافية لتدفئة جذور النباتات،

التسميد باستخدام الأسمدة الورقية العالية المحتوى من عنصرى البوتاسيوم والفوسفور., وتجنب التسميد النيتروجيني تماماً خلال هذه الفترة. مع الرش بمركبات الأحماض الأمينية ومستخلصات الطحالب البحرية والعناية برش مركبات الكالسيوم، لتحسين التغذية وتدعيم الخلايا. التعفير بالكبريت الزراعي أو الرش بالكبريت الميكروني والزيوت المعدنية على المجموع الخضري للنباتات.

وفى النهاية اكرر ما سبق و اوجه بأمرين مهمين يقعا على عاتق وزارة الزراعة وهما تعميم او اتاحة خرائط توضح الاماكن المختلفة المعرضة لموجات الصقيع ., تدشين مبادرة انذار مناخى مبكر و اتاحته كتطبيق للجميع لامكانية اتخاز الاجراءات الازمة قبل وقت كافى من حدوث موجات الصقيع.

أتمنى ان تهتم الوزارة بهذا الامر خاصة مع التغيرات المناخية المتوقعه و تعرضنا لظواهره طقسية حادة و غير معتادة كثيراً كالصقيع او موجات الحرارة الشديدة و ما بينهما من عواصف و زخات مطرية تتحول الى سيول جارفة.