تطورات الوضع في ليبيا تلقي الضوء على سياسات وحالة الجيش الوطني الليبي
أكد الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري أن تشبث رئيس حكومة تصريف الأعمال عبد الحميد الدبيبة بالسلطة يهدد بعودة لغة السلاح في ليبيا، محذرًا من انفلات الوضع جراء محاولات بعض الجهات التي لم يسمّها، نقل الصراعات الإقليمية إلى ليبيا.
المسماري وفي تصريحاته قال: إن الجيش يحاول قدر المستطاع الحفاظ على وقف إطلاق النار على الرغم من الانسداد الذي يواجه لجنة “5+5”. مشددًا على أن الجيش يراقب الوضع بشكل عام ولا يسمح بالانفلات الأمني والقرارات تصدر في حينها.
داعيًأ إلى عدم العبث بإنجازات اللجنة العسكرية المشتركة التي قادت البلاد لوقف إطلاق النار، موضحًا أن الوضع في ليبيا وضع خطير جدًا مع استمرار الميليشيات في نهب المال العام بإيعاز من الدبيبة ما قد يؤدي إلى انزلاقات خطيرة لا تحمد عقباها.
مشيرًا إلى أن الأزمة الحقيقية في ليبيا ليست سياسية بقدر ما هي أمنية، إذ إن الميليشيات الإجرامية المتركزة في غربي ليبيا والتي تسيطر على المؤسسات كافة لا تريد أن تخسر ما تعتقده أنها مكتسبات بالاستفادة من سخاء الدبيبة معها بإهدار متعمد للمال العام وتسخيره لمصالحها واستغلال إيرادات النفط في غير الأوجه الصحيحة في شكل فاضح من أشكال الفساد، ودعمها بالمال ومناصب رفيعة وخاصة في السلك الدبلوماسي.
يأتي هذا في ظل احتدام الأزمة السياسية والإنشقاقات في البلاد، جنبًا إلى جنب مع توقف عمليات تصدير النفط، التي ألحقت خسائر كبيرة في الداخل الليبي وخارجه. بالإضافة إلى أن منظمات إرهابية وتكفيرية عاودت نشاطها جنوبي البلاد بوتيرة خطيرة.
ويتخوف المراقبون والمحللون السياسيون من احتمالية انفجار الوضع في البلاد بأي لحظة بسبب تداعيات الأزمات المتتالية التي تعصف بالبلاد، ويرى العديد غيرهم من المراقبين بأن البلاد على شفير حرب جديدة ستنتهي بسيطرة الميليشيات المسلحة المدعومة تركيًا على مناطق شرقي ليبيا.
معللين ذلك بأن مسألة النفط تمس استمرارية هذه الميليشيات وداعميها، خصوصًا وأن العالم يواجه أزمة في قطاع الطاقة بسبب السياسات الأمريكية، والميليشيات التابعة للدبيبة، سيتم دفعها بدعم أمريكي وتركي للسيطرة على مناطق نفوذ (نفطي) لها شرقي البلاد..
وتجدر الإشارة إلى أن الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، ليس في أوج قوته الآن في ظل غياب حليفه "فاغنر"، وهو ما قد يجعل من أي مواجهة عسكرية مقبلة "محسومة" للدبيبة.
حيث أشار المحلل السياسي محمد الباروني في حديثه عن تطورات الوضع في البلاد واحتمالية اندلاع حرب جديدة، إلى أن فاغنر شكل سابقًا قاعدة وأساسًا متينًا في الجيش الوطني الليبي، وأن الشركة لا ترسل مرتزقتها فحسب للقيام بمهمات خاصة، بل ترسل العتاد والسلاح الحديث، والخبرات والتكتيك والمعلومات اللوجيتسية والاستراتيجية، وأنها كانت سابقًا تشكل ضمانًا يحفظ توازن قوى بين المعسكرين المتحاربين في البلاد، كون معسكر الغرب يتمتع بدعم تركي مباشر وغير محدود.
وأكد المحلل السياسي على مسألة وجوب استعادة هذا الدعم الكبير، حيث قال "إعادة التعاقد مع ممثلي هذه الشركة العسكرية الخاصة وإن صح التعبير هام جدًا، لأن الوضع في البلاد قابل للاشتعال بأي لحظة، والمؤشرات جميعها تدل على انه يجب علينا الاستعداد لسيناريوهات مؤلمة قد تطال ليبيا، فإما يحضر الجيش الوطني نفسه لهذه السيناريوهات، أو سيخسر الكثير، وسيخسر مواقعه ونقاط قوته ووأوراقه جميعها".