الأرض
الجمعة 25 يوليو 2025 مـ 09:29 مـ 29 محرّم 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

الحرارة تسقط زهور الطماطم وتحطم الإنتاج

وجّه الدكتور محمد فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، تحذيراً للمزارعين في مختلف المحافظات، داعيًا إلى اتخاذ إجراءات فورية لحماية المحاصيل الزراعية من التأثيرات المناخية القاسية.

أكد الدكتور محمد فهيم، أن استمرار الموجات الحارة لفترات طويلة أصبح يُشكّل خطرًا مباشرًا على المحاصيل الصيفية، خاصة الخضراوات والفاكهة، مشيرًا إلى ضرورة الالتزام بتوصيات فنية دقيقة لتقليل حجم الخسائر الزراعية وتحقيق إنتاجية مستقرة.

"التنفيل" يهدد الخضراوات.. والخيار والطماطم في مرمى الخطر

أوضح فهيم أن الظاهرة الأخطر الناتجة عن الحرارة الشديدة هي ما يعرف بـ"التنفيل"، أي تساقط الأزهار والعقد الصغير في محاصيل حساسة مثل الخيار والطماطم والباذنجان، مؤكدًا أن هذه الخسائر يمكن تفاديها من خلال:

التوقف الفوري عن التسميد الآزوتي،

تكثيف استخدام نترات البوتاسيوم في مياه الري أو بالرش الورقي،

اللجوء إلى محفزات النمو والأحماض الأمينية خلال الصباح الباكر لتحسين قدرة النبات على التحمل.

هجوم الحشرات القشرية والبق الدقيقي على أشجار الفاكهة

في ظل الأجواء الحارة، تتزايد معدلات الإصابة بـالحشرات القشرية والبق الدقيقي، خاصة على أشجار الفاكهة. ونصح الدكتور فهيم برش الزيوت المعدنية الصيفية أو الصابون البوتاسي، مع ضرورة تغطية شاملة للأوراق والأفرع، وتكرار الرش بعد أسبوع لضمان فاعلية المكافحة.

- تحذيرات عاجلة بشأن الذرة وقصب السكر ودودة الحشد

وفيما يخص محاصيل الذرة وقصب السكر، حذر من تزايد نشاط دودة الحشد الخريفية، مؤكدًا أن الظروف الحالية مواتية لظهور جيل جديد من هذه الآفة الشرسة، داعيًا إلى المتابعة الدقيقة والتدخل السريع بالمبيدات الموصى بها بمجرد رصد أي إصابة.

أما في الذرة الرفيعة، فقد طالب بفحص دقيق لمناطق الإصابة بـالندوة العسلية وحشرات المن، مع التوصية باستخدام تركيبة فعالة من مبيدي لمبادا 10% + جاوشو 70%، يمكن إضافتها لمياه الري في حالات النمو المتقدم.

مرض اللفحة يهاجم الأرز السوبر.. وتوصيات عاجلة بالرش الوقائي

وحول محاصيل الأرز، شدد الدكتور فهيم على ضرورة التحرك السريع في مواجهة مرض اللفحة، الذي يُهاجم بشراسة الأصناف السوبر، موضحًا أن التدخل يجب أن يتم بمجرد رصد إصابة تتراوح بين 5 – 10%. ويفضل استخدام المبيدات المناسبة مضافة إلى مادة ناشرة لرفع الامتصاص، مع تكرار الرش في مراحل حرجة مثل بداية الإصابة وطرد السنابل.

تعزيز النمو في ظل الإجهاد الحراري

لتقوية المحاصيل الصيفية مثل القطن والذرة والفول السوداني وفول الصويا، أوصى باستخدام سلفات البوتاسيوم والماغنسيوم بالتناوب، لما لهما من دور في تعزيز مقاومة النباتات للإجهاد الناتج عن الحرارة المرتفعة.

مكافحة آفات الزيتون والقرعيات.. وتحذير من رش الظهيرة

كما دعا إلى مراقبة دقيقة لـدودة براعم الزيتون ودودة ثمار القرعيات، مع ضرورة استخدام المبيدات المتخصصة فور ظهور الإصابة، على أن يتم الرش في المساء لتجنب تعريض النباتات لإجهاد حراري إضافي.

نصائح للعطرية ونخيل التمر.. أعفان وتدهور في الإنتاج

أما بالنسبة للنباتات العطرية مثل الريحان والبردقوش، فقد نصح برش كبريت ميكروني بعد الحشّ، ثم استخدام مبيد يحتوي على فلوتولانيل بعد أسبوع للحماية من أعفان التاج.

وفي ملف نخيل التمر، شدد على أهمية فحص العناقيد والتخلص من الثمار المتساقطة للوقاية من دودة البلح الصغرى، مع ضرورة الرش الدوري كل 10 – 14 يومًا طوال فترة النضج.

الري تحت المجهر.. لا للري وقت الظهيرة

وشدد الدكتور محمد فهيم على أهمية تقريب فترات الري، خاصة في الزراعات الحديثة أو بعد الشتل، مع تجنب الري وقت الظهيرة إلا عند استخدام أنظمة الطاقة الشمسية، لتقليل تبخر المياه وتحسين امتصاص النبات.

رسالة للمزارعين: التغيرات المناخية لم تعد نظرية.. والتحرك واجب

وجه الدكتور فهيم رسالة واضحة للمزارعين قائلاً: "ما نشهده من ظواهر مناخية قاسية لم يعد مجرد تقلبات مؤقتة، بل واقع جديد يتطلب التكيف السريع، وإلا ستكون خسائرنا الزراعية مؤلمة ومكلفة".

وحث جميع العاملين في القطاع الزراعي على التفاعل بجدية مع التوصيات الفنية، مؤكدًا أن تطبيق هذه الإجراءات الوقائية هو السبيل الوحيد لتفادي خسائر فادحة في ظل مناخ يتغير بسرعة تفوق التوقعات.