الأسماك سلاح مصر الجديد في مواجهة نقص الغذاء
أكد الدكتور صلاح مصيلحي، رئيس جهاز تنمية وتطوير البحيرات والثروة السمكية، أن الأسماك تمثل سلعة غذائية أساسية في مصر، ليس فقط لقيمتها الغذائية العالية، بل أيضاً لما تحققه من توازن في استهلاك البروتين الحيواني، مقارنةً باللحوم الحمراء والبيضاء. وأضاف أن الإقبال على تناول الأسماك يتزايد تدريجياً مع ارتفاع دخل الفرد وتنامي الوعي الغذائي لدى المواطنين.
وأشار مصيلحي إلى أن متوسط نصيب الفرد من استهلاك الأسماك في مصر شهد ارتفاعًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، حتى وإن كان ذلك بنسب محدودة، ما يعكس اهتماماً متزايداً بتحسين جودة التغذية والاعتماد على مصادر بروتينية بديلة.
لكن رغم هذا التطور، لا تزال البيئة الاقتصادية في مصر تواجه جملة من التحديات التي تعرقل نمو قطاع الثروة السمكية، بحسب مصيلحي. ومن أبرز هذه المعوقات: عدم استقرار الأوضاع السياسية، وصعوبة الحصول على التمويل، ومشكلات تتعلق بسعر صرف العملات الأجنبية، إضافة إلى ضعف البنية التحتية، وقصور في منظومة الابتكار، وتراجع أخلاقيات العمل لدى شريحة من القوى العاملة.
وأوضح رئيس الجهاز أن هذه التحديات تمتد لتشمل أيضاً ضعف التأهيل المهني، وارتفاع الضرائب، وتعقيد اللوائح البيروقراطية، فضلاً عن تدهور الوضع الصحي العام، وهي عوامل تؤثر بشكل مباشر على قطاع الاستزراع السمكي وغيره من القطاعات الإنتاجية الحيوية.
وفي ظل هذه المعوقات، يرى مصيلحي أن المستقبل الحقيقي لتأمين الغذاء يكمن في التوسع في مشروعات الاستزراع السمكي البحري، باعتبارها طوق نجاة لمواجهة التزايد المستمر في أعداد السكان، والتراجع الحاد في المخزون السمكي الطبيعي، والنقص المزمن في الموارد المائية العذبة.
وأضاف أن استزراع الشواطئ والسواحل البحرية أصبح ضرورة استراتيجية، وليس خيارًا ترفيهيًا، مشيرًا إلى أن هذه التقنية تقوم على استغلال ظاهرة المد والجزر لتعبئة وصرف الأحواض بشكل طبيعي، ما يقلل من استهلاك المياه ويوفر إنتاجًا عالي الجودة من الأسماك البحرية.
ورغم الحاجة إلى تقنيات متقدمة لتنفيذ هذا النوع من الاستزراع، فإن مصر تمتلك فرصًا واعدة بفضل سواحلها الطويلة على البحرين الأحمر والمتوسط، وهو ما يُمكّنها من تجاوز القيود المفروضة على استخدام المياه العذبة في المزارع السمكية، والانتقال نحو نمط إنتاجي أكثر استدامة وكفاءة.
