خطة للوصول إلى أسواق تصديرية جديدة للزيتون المصري
قال خبراء في زراعة الزيتون، إن مصر تحتضن اليوم أكثر من 58 مليون شجرة زيتون موزعة على مختلف المحافظات، في مشهد يؤكد أن هذه الزراعة ليست مجرد نشاط زراعي، بل مشروع قومي يحمل بين فروعه مستقبلاً واعدًا للاقتصاد الوطني، ورغم هذه الوفرة الإنتاجية، لا تزال عائدات تصدير الزيتون وزيته دون الطموحات، ما دفع الدولة إلى التحرك بخطى متسارعة لزيادة الاستفادة من هذا المحصول الاستراتيجي، وفتح آفاق جديدة أمام الصادرات لتعكس الحجم الحقيقي للإنتاج المحلي.
إنتاج مليون طن من الزيتون وصادرات بـ226 مليون دولار
خلال احتفالية نظمها اتحاد الصناعات المصرية لتكريم 15 شركة مصرية فازت في مسابقات دولية لزيت الزيتون في إسطنبول وقرطاج، كشفت رنا جمالي، نائب رئيس مجلس إدارة غرفة الصناعات الغذائية، أن إنتاج مصر من الزيتون خلال موسم 2024/2025 بلغ نحو مليون طن، بينما بلغت قيمة صادرات زيت المائدة وزيت الزيتون 226 مليون دولار في عام 2024.
وأكدت "رنا"، أن الوصول إلى أسواق تصديرية جديدة يتطلب تطوير شامل على عدة محاور، تشمل تحسين تقنيات التعبئة والتغليف بما يتوافق مع المعايير العالمية، والالتزام بـالمواصفات الدولية لزيت الزيتون البكر الممتاز، إلى جانب تكثيف الجهود التسويقية، والمشاركة الفعالة في المعارض والفعاليات الدولية المتخصصة.
دعم رسمي وتكريم دولي يعزز مكانة الزيتون المصري
من جانبه، أشاد الدكتور إبراهيم صابر، نائب محافظ القاهرة، بدور الشركات المصرية الفائزة في المحافل الدولية، مؤكداً دعم المحافظة الكامل للمزارعين والمنتجين في قطاع الزيتون، وحرصها على إشراكهم في الفعاليات والمعارض الكبرى.
أما اللواء خالد شعيب، محافظ مطروح، فأكد في كلمته التي ألقاها نيابة عن السكرتير العام المساعد، أن زيتون مطروح حصل على تسجيل كمؤشر جغرافي باسم المحافظة، لما يتمتع به من جودة فريدة، حيث يُزرع دون استخدام مبيدات، ويُروى بمياه الأمطار الطبيعية.
وفي رسالة لافتة، عبّر السفير التركي بالقاهرة، صالح موطلوشن، عن تكريم الشركات المصرية، مشيدًا بسمعة زيت الزيتون المصري عالميًا، ومقترحًا نشر ثقافة استخدام الزيتون وزيته في النظام الغذائي المصري كما هو الحال في تركيا، لما لذلك من فوائد صحية واقتصادية هائلة.
مشروع المئة مليون شجرة.. حلم يتحقق
وفي سياق الطموحات الزراعية، كشف الدكتور سعد موسى، المشرف على العلاقات الزراعية الخارجية بوزارة الزراعة، عن تبني الدولة مشروعًا طموحًا لزراعة أكثر من 100 مليون شجرة زيتون، بهدف تعزيز الإنتاج وزيادة القيمة المضافة، مشددًا على أهمية دور القطاع الخاص في دفع عجلة التصدير الزراعي، الذي بلغت عائداته 10.7 مليار دولار في العام الماضي وحده.
وشدد موسى على ضرورة ربط المنتجات الزراعية بالمؤشرات الجغرافية للمحافظات، لما لذلك من تأثير إيجابي في تسويقها عالميًا.
شهادات جودة دولية وفرص في الأسواق الإفريقية
وفي إطار الجهود الترويجية، أكد الدكتور ياسر القرني، مدير إدارة شؤون المعلومات وخدمات التصدير بجهاز التمثيل التجاري، أن منتجات الزيتون المصرية تحظى بـشهادات جودة معترف بها دوليًا، ما يمنحها قدرة تنافسية كبيرة في الأسواق الخارجية، لا سيما الأسواق الإفريقية التي تمثل فرصة واعدة للتوسع وزيادة العائدات التصديرية.
الختام: الزيتون ليس مجرد محصول.. بل فرصة اقتصادية استراتيجية
في ظل هذه الجهود المتكاملة بين الدولة والقطاع الخاص، تبدو مصر مهيأة للتحول إلى قوة رئيسية في سوق الزيتون العالمية. ومع تنفيذ مشاريع التوسع في الزراعة، ودعم التصنيع، وتحديث منظومة التصدير، يمكن للزيتون المصري أن يتحول من مجرد محصول إلى ركيزة استراتيجية للاقتصاد القومي، تُصدر للعالم نكهة مصر وجودتها.
