الامم المتحدة: فشل ملء سد النهضه الاثيوبى سيؤدي لفيضانات خطيره على السودان
دراسة : الاحتباس الحراري وراء فيضانات العالم ودلتا النيل معرضة للغرق
كشفت دراسة حديثة أعدها المركز الاقليمى لعلوم وتكنولوجيا الفضاء بالامم المتحده عن علاقة الفيضانات التي تشهدها بعض المناطق في العالم وظاهرة الاحتباس الحراري وذوبان الجليد فى القطبين وارتفاع مناسيب المحيطات والبحار، مشيرة إلى أن تأثير تلك الظاهرة سوف يمتد ليصل المناطق المنخفضة من العالم ومن بينها مصر، وبالتحديد دلتا نهر النيل التي سوف تتعرض بعض مناطقها للغرق نتيجة ارتفاع سطح البحر بحلول عام 2100.
تربط الدراسة التي حصلت الارض على نسخة منها بين الانشطه الصناعيه للدول الكبرى وارتفاع سطح البحر من خلال زياده غازات الدفيئه والمتمثله فى ثانى واول اكسيد الكربون وبخار المار والهيدروكربونات والايروسولات، وهو الأمر الذي كان له أثرا هائلا فى رفع درجه حراره الارض مما أدى الى ذوبان كميات هائله من الجليد فى القطبين الشمالى والجنوبى والذى أدى بدوره فى ارتفاع مناسيب البحار والمحيطات فى العالم.
توضح أنه من خلال دراسه المرئيات الفضائيه لأقمار المناخ العالميه تبين أن منطقة جرينلاند قد فقدت 18.4 مليار طن من الكتلة السطحية جراء ذوبان الجليد وتفاقم الذوبان بسبب ارتفاع درجات الحرارة في المنطقة، إضافة إلى ارتفاع درجات حرارة المحيط، مما يؤثر على مستويات سطح البحر، وانهيار الجبال الجليدية الضخمة، و أدى ارتفاع درجات الحرارة في منطقة القطب الشمالي، الى اذابه صفائح جليدية في جرينلاند بسرعة كبيرة، لدرجة أن الجليد الذي ذاب فى يوم واحد فقط، سيكون كافياً لتغطية مساحه وقدرها 170 كم 2 بمياه يبلغ ارتفاعها 5 سم.
غرق دلتا نهر النيل
تؤكد الدراسة أن ذوبان الجليد ادى الى ارتفاع منسوب سطح البحر وهو ما يؤدي بالتبعية إلى غرق المناطف الواطئه والتى يقترب منسوبها من منسوب سطح البحر ومن أكثر المناطق تأثراً فى العالم بالاحتباس الحرارى هى دلتا نهر النيل، نظراً لأن منسوب الأجزاء الشمالية بها لا يتعدى 50 سم، ولقد أجرى الدكتور علاء النهرى دراسات علمية عام 2010 مع عدد من العلماء الألمان بجامعة هوهنهايم بمدينة شتوتجارت عن تأثير ارتفاع منسوب سطح البحر على أراضى دلتا النيل، وأثبتت الدراسات من خلال 3 سيناريوهات لارتفاع منسوب سطح البحر، متزامناً مع ارتفاع درجات الحرارة، غرق دلتا نهر النيل مع حلول عام 2100 من خلال ثلاثه سيناريوهات، وأنه فى حالة زيادة منسوب سطح البحر متراً واحداً ستفقد مساحة قدرها 6000 كيلو متر مربع من أجود الأراضى الزراعية، وأهم مدن مصر على ساحل البحر المتوسط، وفى حالة زيادة المنسوب متراً ونصفاً ستفقد مساحة قدرها 7600 كيلو متر مربع، وفى حالة الزيادة مترين ستفقد نصف مساحة الدلتا أى حوالى 12500 كم2.
ارتفاع درجه الحراره والفيضانات والسيول بالدول الصناعيه
أكدت الدراسة ان ارتفاع درجة حرارة الكوكب يؤدي إلى زيادة نسبة تبخر الماء من المحيطات والأنهار مع العلم بأن زياده درجه مئويه واحده تؤدى الى زياده بخار الماء فى الجو بمقدار 7% ما يتسبب في دخول كميات أكبر من المياه إلى الغلاف الجوى وهذه الظاهرة تؤدى الى هطول أمطار غزيرة وعنيفة مما أدى الى حدوث فيضانات خطيره فى أوروبا وهى سلسلة من الفيضانات الشديدة المستمرة التي بدأت في 12 يوليو 2021. وقد أثرت على العديد من أحواض الأنهار، وخاصة في المانيا ولوكسمبورغ وهولندا وبلجيكا وتركيا وبريطانيا والعديد من المدن الاوروبيه الاخرى مثل لندن مع العلم بان الدول الاوربيه مسئوله عن 10 % من انبعاثات غازات الدفيئه مثل أول وثانى اكسيد الكربون والاوزون والفلوروكلوروكاربون وأكسيد النيتروز وبخار الماء.
تابعت أنه لا يفوتنا فى هذا المقام أن نغفل الاثار المدمره للسيول والفيضانات فى أسيا وما حدث فى الصين والمسئوله وحدها عن 30 % من غازات الانبعاث الحرارى من انهيار للسدود والفيضانات العارمه بدول كثيره جنوب شرق اسيا.
فشل ملء سد النهضه الاثيوبى وفيضانات السودان
أشارت الدراسة أن تزايد المخاوف في السودان من احتمال تكرار مأساة فيضانات العام الماضي التي أودت بحياة 117 شخصا، ودمرت 100 ألف منزل، وشردت نحو 600 ألف شخص، و أن فشل الملء الثانى لسد النهضه الأيوبى أدى الى زيادة تدريجية لمناسيب مياه النيل الأزرق التي سوف تزداد حدتها فى شهر أغسطس جنوب خزان الروصيرص وشماله وحتى مدينه الخرطوم. كما حدث ارتفاع في منسوب نهر عطبرة، مما أدى إلى وصول كميات غير متوقعة من المياه إلى بحيرة سد مروي في شمال السودان.
أكدت الدراسة انه من أبرز الأسباب التي تعزز مخاوف تكرار كارثة الفيضانات في السودان هذا العام استمرار هطول الأمطار الغزيرة في الهضبة الأثيوبية مع تحرك خط المطر بمقدار نصف دائره عرض أى حوالى 55 كم شمالا بالاضافه الى كميه الماء المخزنه فى بحيره سد النهضه والتى سوف تزيد بخار الماء فى المنطقه بواسطه التبخر ومع عدم اتخاذ أي خطوات لتوسيع مجرى النيل في الخرطوم. كل تلك العوامل تؤكد وجود مخاطر فيضانات وسيول وشيكه يجب الاستعداد لتدارك مخاطرها من الان.
تحذير من مخاطر السيول بمصر
وعن السيول في مصر توضح أنه ثبت فى السنوات السابقه إن معظم السيول فى مصر تحدث بسبب وجود منخفض السودان الموسمي وهو كتلة مدارية افريقية المنشأ وتمثل منخفض استوائي ينشأ على وسط افريقيا ويتمركز على الهضبة الاثيوبية والسودان، وهذا المنخفض يكون محملا بنسبه عاليه من بخار الماء لمروره على مسطحات مائيه ممثله بخزان سد النهضه وخزانات سدود الروصيرص وسنار ومروى وكذلك خزان السد العالى والبحر الأحمر والمنخفض هذا يجذب معه رياح جنوبية شرقية مشبعة بسحب عالية من البخار وهواء شديد الحرارة، وفي حالة مصاحبته لمنخفض آخر في طبقات الجو العليا يكون مصحوبا بتيار شديد البرودة، وهذا بدوره يؤدي إلى تكون السحب المنخفضة والرعدية والتي ينتج عنها سقوط أمطار رعدية غزيرة والتي تصل لحد السيول وخاصة على جنوب سيناء وسلاسل جبال البحر الأحمر وجنوب البلاد وذلك نظرا للطبيعة الجغرافية لهذه المناطق.
يقول الدكتور علاء النهري نائب رئيس المركز الاقليمى لعلوم وتكنولوجيا الفضاء بالامم المتحده ان جميع مؤسسات الدوله في مصر تلجأ الى تفعيل مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي للربط بين اتفاقيات ريو دي جانيرو والخاص بالتغير المناخى، والتنوع البيولوجي ومكافحة التصحر والذى عقد عام 1992 وتم تفعيله عام 1994 وجميع الاتفاقات الاطاريه المهتمه بالتغيرات المناخيه والتنوع البيولوجى مرورا بمؤتمر باريس للمناخ فى 2015 ومؤتمر التنوع البيولوجي (كوب 14) والذى عقد بشرم الشيخ برئاسة مصر في 2018 حيث أعدت مصر إستراتيجية وطنية للتكيف مع آثار التغيرات المناخية والتقليل من انبعاثات الكربون، وتواصل البحث عن شركاء ومستثمرين دوليين من أجل تمويل مشروعات الطاقة المتجددة.
يضيف انه تم التوسع فى استخدام الطاقه النظيفه والمتجدده مثل الطاقه الكهرومائيه من السد العالى والطاقه الشمسيه وطاقه الرياح من خلال انشاء محطه بنبان للطاقه الشمسيه والتى تقع على بعد نحو 35 كيلو شمال غرب أسوان فى قرية بنبان التابعة لمركز دراو، وهو أكبر مشروع لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية فى أفريقيا، حيث تنتج كهرباء تعادل 90% من انتاج السد العالى وكذلك انشاء مزارع رياح لانتاج الطاقه النظيفه من الرياح وتنتشر تلك المزارع فى منطفه الزعفرانه وجبل الزيت على البحر الاحمر وخليج السويس ومن المتوقع أن تصل طاقة الرياح إلى 15٪ من إجمالي إنتاج الكهرباء فى مصر.
يشير إلى دور مصر المحورى فى التعاون الدولى للحد من التأثيرات السلبيه للتغيرات المناخيه من خلال المؤتمرات والاتفاقيات الاطاريه الخاصه بالتغيرات المناخيه والتنوع البيولوجى، حيث التقى وزراء الطاقه والبيئة بمصر، مع وزيرة الطاقة البريطانية، ممثلة في المملكة المتحدة للتكيف ومواجهة تغير المناخ، لمناقشة التحضير لمؤتمر المناخ القادم (كوب 26 ) والذى سوف يعقد فى جلاسكو باسكتلندا فى نوفمبر 2021، حيث دعت الوزيره البريطانيه مصر إلى استخدام نفوذها كطرف مؤثر إقليميًا لتشجيع الدول الأخرى على الالتزام بأهداف كوب 26 ، التي أعلن عنها مؤخرًا، وهي التكيف والتخفيف من آثار تغير المناخ والتمويل والتعاون،