رئيس قمة المناخ يطالب المفاوضين بتسريع وتيرة المحادثات بعد فشل حشد الدعم الكافي لتعهد التخلص من الفحم
قال ألوك شارما رئيس قمة الأمم المتحدة بشأن المناخ (كوب26) المنعقدة في جلاسجو اليوم الجمعة إنه يتعين على المفاوضين في القمة إعطاء دفعة إضافية للمحادثات خلال الأربع والعشرين ساعة القادمة لضمان إحراز تقدم كاف يسمح بالخروج بنتيجة مثمرة الأسبوع المقبل.
وقال في مذكرة نشرتها الأمم المتحدة "لا يمكن أن يستمر وجود عدد كبير من القضايا العالقة حتى الأسبوع الثاني".
وأضاف "في هذا السياق، أطالب الرؤساء والمنظمات وجميع الوفود على تسريع وتيرة المناقشات خلال الأربع والعشرين ساعة القادمة، مع تركيز الجهود على مجموعة متوازنة من القضايا التي تعتبر ذات أهمية بالغة لما يتعين تحقيقه هنا في جلاسجو".
وكان حصل تعهد بالتخلص التدريجي من الفحم على دعم 23 دولة جديدة في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، لكن لم تنضم إليه أكثر الدول استخداما لأكثر أنواع الوقود تلويثا للبيئة.
وتأمل قمة كوب 26 في إيجاد طرق للبقاء في نطاق هدف الحد من ارتفاع درجة حرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية، لكن ظهر جليا مدى صعوبة هذا التحدي بعد صدور دراسة تظهر أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عادت إلى مستويات ما قبل الجائحة.
وتعد انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري الناتجة عن حرق الفحم أكبر العوامل المساهمة في تغير المناخ. واستغناء العالم عن الفحم أمر حيوي لتحقيق أهداف المناخ العالمية.
ولم تنضم إلى التعهد بالتخلي عن الفحم دول مثل أستراليا والهند والولايات المتحدة والصين التي تملك نحو نصف المصانع العاملة التي تعتمد في عملها على الفحم حول العالم وتخطط لبناء المزيد.
وانخفضت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون 5.4 بالمئة في 2020 مع توقف أنشطة اقتصادية، لكن تقريرا جديدا صدر عن مشروع الكربون العالمي توقع قفزة 4.9 بالمئة في الانبعاثات هذا العام.
وقال كبير معدي التقرير بيير فريدلينجستاين الباحث في النماذج المناخية بجامعة إكستر "كنا نتوقع حدوث قفزة ما... ما أثار دهشتنا هو قوة هذه القفزة وسرعتها".
وشكل التقرير جرس إنذار للقادة في جلاسجو بشأن التحدي المتمثل في منع الاحترار العالمي من تجاوز حد 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.
وتقول الأمم المتحدة إن تجاوز 1.5 درجة مئوية سيؤدي إلى تأثيرات مناخية أكثر كارثية من العواصف وموجات الحر والجفاف والفيضانات التي شهدها العالم بالفعل.
وقال ألوك شارما، الرئيس البريطاني للقمة التي تستمر أسبوعين، في سياق استعراض التعهد بالتخلص التدريجي من محطات الطاقة القائمة التي تعمل بالفحم والتوقف عن بناء محطات جديدة "أعتقد أنه يمكننا القول إن نهاية الفحم باتت في مرمى البصر".
وقال إن التعهد غير الملزم "وقع عليه 77 دولة... من بينها 23 دولة تعهدت بإنهاء العمل بالفحم للمرة الأولى".
ووافقت الدول الأكثر ثراء على التخلي عن توليد الطاقة بالفحم بحلول الثلاثينيات من القرن الحالي أما الدول الأفقر فتستهدف تحقيق ذلك بحلول الأربعينيات. وقالت بولندا إنها تستهدف الوفاء بهذا الالتزام في الأربعينيات بعد أن تعهدت في السابق بوقف استخراج الفحم في 2049. ولم توافق إندونيسيا على جزء من التعهد يتعلق بإنهاء التمويل لمحطات الفحم الجديدة.
وتنتج الطاقة التي تعمل بحرق الفحم اليوم أكثر من ثلث كهرباء العالم. وتعتمد العديد من البلدان النامية حاليا على الفحم الرخيص الذي يمكنها الوصول إليه لدعم لاقتصاداتها، تماما مثلما فعلت البلدان المتقدمة منذ الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر وما بعدها، على الرغم من التكاليف التي تتحملها البيئة والصحة العامة.
وقال برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة إن الدول الفقيرة تحتاج ما بين خمسة إلى عشرة أضعاف الأموال التي تحصل عليها الآن للتكيف مع تداعيات تغير المناخ.
وفشلت الدول الغنية في الوفاء بالموعد النهائي المحدد في عام 2020 لتقديم 100 مليار دولار سنويا "لتمويل أنشطة مكافحة تغير المناخ".
كما أثيرت تساؤلات حول التمويل المطلوب للالتزام بتعهدات اتفاقية الفحم لقمة المناخ، والتي قالت بعض الدول إنها لن تكون قادرة على الوفاء بها دون الحصول على المزيد من المساعدة المالية.
وقال وزير المالية الإندونيسي سري مولياني إندراواتي "نحتاج إلى تمويل لتخلي عن الفحم إلى التقاعد مبكرا وبناء منشآت جديدة للطاقة المتجددة". والدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا هي أكبر مصدر للفحم في العالم، وتعتمد عليه لتوليد 65 بالمئة من طاقتها.
وقالت صناديق استثمارات المناخ إن إندونيسيا ستكون أيضا من بين أول المستفيدين من برنامج رائد بقيمة مليارات الدولارات لتسريع التحول إلى الطاقة النظيفة، بجانب الهند وجنوب أفريقيا والفلبين.
والهدف الرئيسي من قمة المناخ هو الحصول على وعود بتخفيضات كافية فيمت يتعلق بانبعاثات الغازات المسببة الاحتباس الحراري لوضع العالم على طريق واضح المعالم نحو الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية التي زادت بالفعل 1.1 درجة مئوية مقترنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية.