الجمعة 29 مارس 2024 مـ 01:15 صـ 18 رمضان 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

د اسامة سلام يكتب: زراعة بدون تسويق ذكي حرث في الماء

هناك مثل عربي يقول الحرث في الماء لا يفيد ويطلق هذا المثل على الأعمال التي تتم بلا فائدة أو عائد والنتيجة هي فقدان للجهد والمال وما يحدث في المجال الزراعي المصري لصغار الفلاحين أو حتى للكبار منهم ينطبق عليه المثل تماما فمازال الجهد الزراعي المبذول رهيب ومتعب ومكلف ومازال العائد غير مجزي وما زلنا نتعرض لازمات نقص المعروض وزيادة في الأسعار للعديد من المنتجات الزراعية بشكل متكرر وكأن الجميع يحرثون في الماء.

ولنبدأ بتعريف التسويق الزراعي الذكي والذي يعتبره العالم المتقدم على أنه أحد أهم الفروع الأساسية والرئيسية في الاقتصاد الزراعي، ويشمل بالطبع جميع المنتجات الزراعية والحيوانية. والعالم حاليا يطبق مبدأ ” التسويق قبل الإنتاج”

ويختص التسويق الزراعي بجميع العمليات الزراعية والحيوانية كإنتاج وتجميع المحاصيل من الأسواق المحلية وتسويفها اما داخليا أو خارجيا ويشمل: جمع ونقل وتوزيع السلع والمنتجات الزراعية لمراكز الاستهلاك المحلية والدولية وكذا لمناطق التصنيع كما يختص بالحفاظ على الاتزان بين عمليتي العرض والطلب، من خلال التحكم بطريقة ذكية في العرض لكي يتوافق مع الطلب من حيث التوقيت والكمية والجودة، مع مراعاة سعر المنتج. كما يتبع طرق فعالة وذكية لنقل وتوزيع المنتجات سواء من على رأس الحقل أو فور وصولها إلى الأسواق ومن ثم إلى المستخدم النهائي في الوقت المناسب.

ومن أهم متطلبات التسويق الزراعي الذكي دراسة وتحليل المشاكل التسويقية الزراعية التي تؤثر بشكل مباشر على الإنتاج الزراعي وتطوره ونموه وتحتاج لدراسات متخصصة وحلول ذكية ومبتكرة منها على سبيل المثال: تحديد المنتجات المرغوبة عند المستهلكين المحليين والخارجيين وكيفية تسويقها بشكل جيد وبأسعار تنافسية كما يراعي بصورة أساسية العلاقة الجغرافية والمكانية بين مناطق الإنتاج الزراعي والحيواني ومتطلبات مناطق الاستهلاك بما يضمن كفاءة النقل وترشيد النفقات بما ينعكس على السعر النهائي للمستهلك لتناسب دخل المستهلكين مع تحقيق ربحية معقولة للمزارعين وضمان المنافس العالمية.

لذا نرى ضرورة: وضع خطط تسويق ذكية قابلة للتطبيق للقطاع الزراعي تضمن ربحية معقولة للمزارع وأسعار مناسبة للمستهلك المحلي وتقضي على وجود أزمات النقص أو التكدس وتأخذ في الاعتبار التصدير للخارج ضمن أهدافها وحل المشاكل التي تؤثر بشكل مباشر على الإنتاج الزراعي والحيواني وتطوره ونموه من خلال دراسات متخصصة وحلول ذكية ومبتكرة تعمل على تحديد المنتجات المرغوبة عند المستهلكين وكيفية تسويقها بشكل مميز وبأسعار تنافسية بناءا على قدرة السوق الشرائية مع مراعاة العلاقة الجغرافية والمكانية بين مناطق الإنتاج ومتطلبات مناطق الاستهلاك بما يضمن سرعة النقل وقلة التكاليف والتي تتوافق مع الجهد والوقت والتكلفة لتناسب دخل المستهلكين وتحقق ربحية معقولة للمزارعين , مما يتطلب تنظيم وتنسيق وتخطيط بشكل علمي ذكي قابل للتطبيق. كما نرى ضرورة تخفيض التكاليف التسويقية إلى أدنى المستويات لتحقيق الربح المعقول للمنتج والسعر المناسب للمستهلك والعمل على حل مشاكل مواعيد الإنتاج بسبب تداخل المواسم الزراعية وتغيرات الفصول وبالطبع لابد من تنظيم قطاع الوسطاء التسويقيين والحد من تدخل السماسرة والمضاربون في سوق المنتجات الزراعية والحيوانية