الأرض
الخميس 21 نوفمبر 2024 مـ 10:38 صـ 20 جمادى أول 1446 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

البيع الجائل على الأرصفة تحت الشمس وراء الظاهرة

تبرئة الخوخ والبطيخ والبرقوق والمشمش من الهرمونات الممرضة

لقطة لعربة بيع بطيخ على الطريق العام
لقطة لعربة بيع بطيخ على الطريق العام
الجيزة

برأ استشاريون زراعيون فواكه الخوخ والبطيخ والبرقوق والمشمش، من المعاملات الهرمونية الضارة بصحة الجسم، في أسرع رد على شائعة استخدام الهرمونات في التلوين والتسوية للفواكه الصيفية.

وقال الدكتور الباز عبد العليم استشاري الفواكه المتساقطة في مصر، إن عرض هذه الفواكه في الحرارة العالية "على عربات الشوارع"، هو السبب الرئيسي في تخمر سكريات هذه الفواكه، وبالتالي التسبب في بعض الأعراض، مثل: المغص المعوي، والإسهال.

وأوضح الباز في تصريح خاص بموقع الأرض، أن الشائعات المغرضة التي تتناولها بعض مواقع التواصل الاجتماعي، لا تخلو من نوايا سيئة للإضرار بمزارعي هذه الفواكه، بما يؤثر سلبا على الاقتصاد المصري، حيث تسببت هذه الشائعات التي لا أساس لها من الصحة العلمية، في تراجع أسعار هذه المحاصيل في بساتين زراعتها، وذلك بسبب عزوف المستهلكين عن شرائها، نتيجة الفزع الصحي.

وأضاف الباز في تصريحه لموقع الأرض: أتحدث بصفتي استشاري في مجال الفاكهة (ماجستير خوخ)، و(دكتوراه في العنب)، هذا الكلام فيه خطأ كبير، إذ لا توجد إطلاقا هرمونات تستخدم للتلوين في الخوخ، ولكن هناك هرمونات تستخدم فقط لتحسين جودة الثمار من حيث الحجم، وهذه الهرمونات يتم تخليقها طبيعيا في النبات، ولكن نظرا للظروف المناخية غير المواتية، أصبحت هناك مشاكل تواجه النبات في تخليقها، فيضطر المزارع لاستخدامها رشا على المجموع الخضري العام للشجرة، ويتم تكسيرها بعد فترة قصيرة، وهي غير ضارة بصحة الإنسان نهائيا.

وأضاف الباز: تكمن الخطورة على صحة المستهلك في استخدام المبيدات لمقاومة الآفات بالطرق غير الموصى بها، لأن هذه المبيدات سامة، ولها فترة أمان قبل الحصاد، أي لا يجب الحصاد إلا بعد مرور فترة محددة مدونة على عبوة كل مبيد، مع اختلاف هذه الفترة باختلاف المبيد والمحصول.

ويفيد الباز: هناك من يحكِّمون ضمائرهم، فيحترمون الاشتراطات الصحية والعلمية أثناء استخدام المبيد، وينتظرون بالحصاد إلى مرور فترة الأمان، وهناك من لا يهتم بهذه المسألة، فيرش، ثم يسارع بجني الثمار لطرحها في السوق

مباشرة، وهنا تكمن المشكلة، وهذه نصيحتي للمستهلك تجاه شراء الخضر والفواكه الطازجة:

ـ عند شراء أي ثمار ـ سواء خضار أو فاكهة ـ يتم غسلها جيدا، بالماء والخل، ثم توضع في الثلاجة على درجة حرارة من 5 أ 7 درجات مئوية، وذلك لمدة من 48 ـ 72 ساعة.

ـ هذه الفترة كفيلة بالقضاء على الأثر المتبقي لمعظم المبيدات الضارة.

خبيرة تغذية علاجية

من جهتها، قالت الدكتورة آمال صبري استشارية التغذية العلاجية وطب الأطفال، إن الفواكه الصيفية تتمتع بميزة احتوائها على نسبة عالية من الماء، (نحو 95%)، وبالتالي تتأثر بالحرارة العالية، خاصة تلك التي تُعرض في الشوارع على عربات الجائلين والأرصفة، ما يعني تحلل سكرياتها، وتخمرها، "وتلك هي المعضلة التي تتسبب في الأعراض الصحية السلبية.

وتنصح خبيرة التغذية العلاجية الدكتورة آمال صبري، بضرورة شراء الفواكه والخضروات من محلات مظللة، ولا تعرض هذه السلع في أشعة الشمس المباشرة، مشيرة إلى ضرورة غسل الفواكه والخضروات مباشرة، ثم وضعها في الثلاجة حتى تبرد تماما، ويفضل عدم تناولها يوم الشراء ذاته، "وبالتالي نتناول تلك التي مر على شرائها 48 ساعة على الأقل".

مزارعون بلا ضمير

المهندس الزراعي محمود الورداني أكد في رده على منشور خاص بالفواكه الصيفية الضارة، قائلا: إن هذا الفعل (الرش المخالف) لا يقوم به كل الفلاحين، "لكن مش كل الناس ماعندهاش ضمير، وفيه أصحاب مزارع ما يعرفوش ربنا،

وفي مزارع كتير بتخاف من ربنا".

نصيحة لشراء الفاكهة

ويضع المهندس محمود الورداني عدة نصائح عند شراء الفاكهة، نخلصها في التالي:

ـ بلاش تشتري فاكهة بدري أول ماتنزل السوق

ـ انتظر لما النوع ينتشر ويكون سعره معتدل

ـ بلاش تشتري نوع فاكهة أول ما ينزل السوق ويكون سعره غال (لأن أول السوق والسعر الغالي بيكون فيه ناس ما عندهاش ضمير، خاصة في أنواع: البطيخ، العنب، الخوخ،

المشمش، البرقوق، المانجو)، وهنا يقصد أنه ربما يلجأ المزارع لرش مواد تسرّع عمليات التلوين أو التسوية.

ـ انتظر لما الصنف ينتشر في السوق ويكون سعره متوسط

ـ بلاش أول 10 أيام ينزل فيهم الصنف بدري

فتوى شرعية

وردا على نصائح المهندس محمود الورداني، قال الشيخ سمير محمد السيد (فقيه وإخصائي علوم شرعية)، إن نشر الشائعات المغرضة دون وجه حق، أو سند علمي، تؤثر سلبا على الاقتصاد الزراعي، وبالتالي الاقتصاد القومي كله، حيث تتسبب في خسائر الفلاحين، وهي فئة تتعرض كثيرا للخسائر.

ويضيف الشيخ سمير أن النصائح التي أوردها المهندس الورداني تفيد في إلزام المزارعين بتطبيق المعايير القياسية السليمة في مواعيد الحصاد، والالتزام بتطبيق الاشتراطات العلمية الخاصة باستخدام كل مبيد، أو استخدام أي مادة كيماوية أو طبيعية في مجال الزراعة، من أجل التحسين، وليس من أجل الطمع.

دور المحليات

وأفاد الشيخ سمير في تصريحه لموقع الأرض، أن هناك دور لأجهزة الحكم المحلي في هذه القضية، وذلك بمنع البيع الجائل على الأرصفة، خاصة في الصيف، حيث تتعرض الفواكه والخضروات لأشعة الشمس والحرارة المباشرة، مما يفسدها، نتيجة تحللها، أو تخمرها.

موضوعات متعلقة