الأرض
الخميس 21 نوفمبر 2024 مـ 01:43 مـ 20 جمادى أول 1446 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

فراشة واحدة تساوي 800 يرقة جديدة

حفار ساق التفاح على أشجار الزيتون.. فهم أعمق ومكافحة فعالة

حفار ساق التفاح في الزيتون
حفار ساق التفاح في الزيتون

تُعدّ مكافحة حفار ساق التفاح (Zeuzera pyrina) على أشجار الزيتون من التحديات الكبرى التي يواجهها المزارعون فى السنوات الأخيرة. ورغم الجهود المبذولة للسيطرة على هذه الآفة، إلا أن النتائج غالبًا ما تكون غير مرضية. يعود هذا الفشل بشكل أساسي إلى عدم الفهم الجيد لسلوك هذه الآفة ودورة حياتها، بالإضافة إلى عدم المعرفة بمواعيد كل طور من أطوار حياتها فهام جدا معرفة المواعيد والطريقة الأنسب للعلاج في كل مرحلة فغالبا ما يعرفه المزراع عن حفار ساق التفاح طور اليرقة المتواجد داخل السيقان و الأفرع و هو الطور الذى يكتشف عنده الأصابة و هو أيضا الطور الذى يوجة كل جهوده لمكافحتهلما يراه من تدهور للأشجار و من ثم سنسلط الضوء على دورة حياة حفار ساق التفاح، سلوكه، الأضرار التي يسببها، والإجراءات الوقائية والعلاجية المناسبة.

دورة حياة حفار ساق التفاح

تتكون دورة حياة حفار ساق التفاح من عدة أطوار، وهي:

1. البيض : تضع الإناث بيضها على لحاء الأشجار خلال فصلي الربيع والخريف. تحمل الإناث بداخلها ما يصل إلى 800 بيضة، وغالبًا ما تضع البيض على نفس الشجرة ثم الأشجار المجاورة. إذا خف وزن الأنثى من البيض واستطاعت الطيران، قد تذهب بعيدًا لتحدث إصابة في منطقة جديدة.

2. اليرقات : تفقس البيوض وتخرج منها اليرقات التي تتغذى على مح البيضة ثم تنتقل إلى البراعم الطرفية الصغيرة للأشجار بما يتناسب مع حجمها. تظهر أعراض الإصابة بوجود نشارة خشب تشبه الدقيق في مكان دخول اليرقة إلى البراعم، مما يسبب ذبول هذه البراعم وجفافها. تهاجر اليرقات لاحقًا إلى الأفرع الأسمك.

3. العذراء : تمكث اليرقات عدة فصول داخل الأنفاق التي حفرتها، ثم تتحول إلى عذراء عند فتحة النفق

4. الحشرة البالغة : تخرج الحشرات البالغة في الربيع و الخريف ، وهي لا تتغذى بل تخرج حاملة للبيض. تنتظر الإناث على نفس الشجرة حتى وصول الذكر لتلقيحها. تموت الأنثى بعد الانتهاء من وضع البيض ويموت الذكر بعد الإخصاب. الحشرة البالغة تنجذب للضوء وتكون ليلية النشاط في الغالب.

سلوك حفار ساق التفاح

يتسم حفار ساق التفاح بسلوكيات معينة تجعل من مكافحته أمرًا معقدًا. تخرج الأنثى حاملة للبيض و تتحرك ببطئ و تنتظر وصل الذكر إليها للأخصاب و غالبا ماتضع معظم البيض على نفس الشجرة ثم تنتقل للأشجار المجاورة ، مما يجعل هذه الأشجار أكثر عرضة للهجوم. تهاجم اليرقات الأجزاء الداخلية من الشجرة، مما يجعل اكتشافها صعبًا حتى تظهر الأعراض الواضحة مثل الذبول، تساقط الأوراق، وجود نشارة خشبية حول قاعدة الشجرة، وتشقق اللحاء ، تتغذى اليرقات بعد الفقس مباشرة على مح البيضة مما يساعدها على الإنتقال إلى قمم الأشجار لبدأ إصابة البراعم الطرفية

الريقات الكبيرة غالبا ما تصنع النفق داخل الخشب متجة لأعلى ناحية قمة الشجرة أو الفرع و يبلغ طول النفق من 15 إلى 25سم و قد تصنع نفقا جانبى متفرعة من نفس النفق ،كل يرقة لها نفق خاص بها

حفار ساق التفاح غالبا شرهة لبعض أصناف الزيتون عن الأخرى فالبيكوال من أكثر الأصناف أصابة فى حين أن صنف الكلاماتا اليونانى مقاوم للأصابة بالحفار

الأضرار التى يسببها حفار ساق التفاح

تسبب هجمات حفار ساق التفاح أضرارًا كبيرة لأشجار الزيتون، تشمل:

1. ضعف الأشجار : يؤدي الحفر المستمر في الأنسجة الخشبية إلى ضعف الشجرة وقلة قدرتها على حمل الثمار.

2. إنخفاض الإنتاجية : تتسبب الأضرار في انخفاض كمية وجودة المحصول.

3. إنتشار الأمراض : تعتبر الأنفاق التي يحفرها الحفار ممرات لدخول الأمراض الفطرية والبكتيرية إلى الشجرة.

4. عثة الأيزوفيرا Euzophera Pinguis: المعروفة أيضًا بسوسة اللحاء، غالبًا ما تكون مصاحبة للإصابة بحفار ساق التفاح. تتغذى يرقاتها على اللحاء من الداخل مما يؤدي إلى تهالك الشجرة وضعفها بشكل كبير

أساليب مكافحة غير فعالة تماما و باءت بالفشل

1- إستخدام مصائد تحتوى على جاذب غذائى لجذب الفراشات ومنعها من التزاوج غير صالحة نظرا لأن فراشات حفار ساق التفاح لا تأكل Eat Nothing

2- حقن المبيدات الجهازية مع ماء الرى كالأميداكلوبرايد غير فعال تماما

الإجراءات الوقائية و العلاجية حسب حسب أطوار دورة حياة الأفة

يجب تعاون المزارع الصغيرة المتجاورة فى تطبيق برنامج المكافحة المتكاملة و يتضمن هذا التعاون تنسيق الجهود بين المزارعين لتطبيق إجراءات وقائية و علاجية بشكل متزامن ومنظم

• عمل خريطة

• أول الإجراءات التى يجب تنفيذها حصر أعداد الأشجار المصابة و مدى شده الأصابة بها و أماكنها و عمل خريطة ببقع الأصابة لتسهيل و تنظيم عملية الفحص و المكافحة

➢ طور البيض

الفترة: الربيع من أبريل إلى يونيو و الخريف من سبتمبر حتى نوفمبر

الإجراءات:

رش الزيوت المعدنية يعتبر تطبيق جيد و يراعى جمع المحصول قبل الرش للحد من فقس البيض

➢ طور اليرقات

الفترة: طوال العام و تبدأ الريقات الصغيرة البراعم الطرفية و غلبا الفترة الخريفية من أكتوبر حتى نوفمبر تكون مضاعفات نسبة للفقس و التزاوج عن فترة الربيع

الإجراءات:

• التقليم السليم :يعد قص البراعم الخضرية المصابة و إزالة الفروع المصابة وحرقها أمر هام جدا لتقليل عدد اليرقات التى يمنكنها الهجرة إلى أفرع الأكثر سمكا و الجذوع الأشجار

• إستخدام المبيدات الحشرية : فى نفس العمر الصغير لليرقات هذا يعد تطبيق المبيدات الحشرية المناسبة بالإضافة للزيوت المعدنية فعال جدا للقضاء على اليرقات قبل أن تتغلغل في الساق مع ضرورة جمع المحصول الأشجار التى تعامل أولا

• الرصد الدورى : فحص الأشجار المصابة و الأشجار المجاورة لها بانتظام للكشف المبكر عن اليرقات.

• التعامل مع الريقات تحت اللحاء:عند هجرة الريقات للأفرع الرئيسة إستخدام آلة حادة أو مقص لقشط اللحاء و قتل اليرقات تحت اللحاء قبل تغلغلها داخل الأفرع الرئيسة و السيقان

• إستخدام سلك رفيع : نوع السلك هام جدا فى كفاءة عملية المكافحة استخدام سلك رفيع جدًا بقطر لا يتعدى نصف ملم، مثل السلك المستخدم في ربط الحديد في أعمال البناء، ولكن يجب أن يكون صلبًا. ثني 2 ملم من مقدمة السلك ليصبح مثل الصنارةليدخل داخل النفق ويخرج اليرقة و ذا السلك به شئ من المرونة تمكنه من التردد مع الأنثناء فى النفق و هو أكثرالحلول جدوى لمكافة اليرقات الكبيرة و العذارى داخل الأنفاق

• حقن البنزين أو مبيد مناسب : حقن البنزين أو استخدام مبيد مناسب داخل الأنفاق لقتل اليرقات.

• تدريب فريق على المكافحة الميكانيكية بالسلك مع عمل مكافحة تشجيعية عن الحفارات المستخرجة عامل كبير للنجاح فى مكافحة الحفار

➢ طور العذراء

• الفترة: الربيع من مارس إلى مايو و الخريف من أغسطس إلى بداية أكتوبر

• الإجراءات:

o الفحص الدقيق: البحث عن الأنفاق في الساق والفروع وإزالتها و قتلها قبل الإنسلاخ و خروج الفراشات

o تعزيز صحة الأشجار: من خلال التسميد السليم والري المناسب لتعزيز مقاومة الأشجار للهجمات المستقبلي

➢ طور الحشرة البالغة

• الفترة: الربيع. من أبريل إلى يونية و الخريف من سبتمبر حتى نوفمبر

• الإجراءات:

هذا الطور من الصعب مكافحتة كميائيا نظرا لوجود محصول و الخروج على مراحل متفاوته خلال فترة طويلة

o استخدام المصائد الفرمونية: لجذب الذكور ومنع التزاوج و غالبا تكون نتائجها غير مرضية نظرا لأحتمالية قرب الأنثى من الذكر عنه من المصيدة الفيرمونية

o الرصد المستمر: لمراقبة خروج الحشرات البالغة وقتلها و هى عذارى عند فتحة النفق و للحد من انتشار الفراشات

o المصائد الضوئية: أستخدام المصائد الضوئية مع فرمون جنسي و بعاب عليها غلاءها و لكون لها أثر كبير لمكافحة الحفار على المدى البعيد و تعد تطبيق جيد للتنبأ بمواعيد التزاوج و وضع البيض

التعامل مع الإشجار المتدهورة

• الأشجار المتدهورة:

o إذا كانت الأشجار تحتوي على أعداد كبيرة من اليرقات وتدهورت، يفضل قطعها من أسفل على ارتفاع 50 سم وإعادة تربيتها بعد التأكد من خلوها من اليرقات.

o يجب النظر إلى المحاصيل الأخرى كالرمان إن وجد لأنه شره للأصابة بالحفارو الأفضل قطع أشجار الرمان المصابة و تربيتها من جديد

الخاتمة

يتطلب النجاح في مكافحة حفار ساق التفاح على الزيتون فهمًا شاملاً لدورة حياة وسلوك هذه الآفة. من خلال متابعة مواعيد كل طور من أطوار حياتها وتطبيق الإجراءات الوقائية والعلاجية المناسبة في كل مرحلة، يمكن للمزارعين الحد من تأثير هذه الآفة والحفاظ على صحة وإنتاجية أشجار الزيتون. تضمن الممارسات الجيدة والمتابعة المستمرة لتقليل الخسائر و الفحص الدورى بفريق متدرب حتى القصاء على الأفة بنسبة 100 % فخروج فراشة واحدة يعنى بداية الإصابة ب 800 يرقة جديدة .

* استشاري زراعات الزيتون